إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، يوليو 27، 2013

الكومـــبـــــــــارس الـــــثـــــــوري

احمد صبحي 

"فلاش باك"
قبل ٢٥ يناير .. اطار المشهد السياسي في مصر كان يضم نظام مبارك برجاله المسيطرين في كل جهاز من اجهزة الدولة (عسكر وشرطة وقضاء واعلام ورجال اعمال )
يقابله المنافس السياسي الاقوى جماعة الاخوان بقدراتها التنظيمية والتمويلية وخبرات انتخابية
معارضة غير فاعلة (ليس لها قواعد شعبية) والاثنان مرتبطان بالنظام بشكل او اخر ..
وخارج الاطار السياسي التقليدي حركات شبابية واعدة (قواعدها الشعبية اونلاين) مثل كلنا خالد سعيد و ٦ابريل
"تونس"
بعد تونس .. التقط الشباب المصري طرف الخيط الذي مر امام اعين كيانات المعارضة فرمقته بحذر
وبدأت مجموعات من الشباب في ٢٥ يناير الخروج من الاونلاين الى الاون جراوند . مطالبين بتغيير مسار بلدهم التي بات نظامها عاجزا عن حل ابسط مشاكلها مثل (القمامة) وحدهم رفعوا شعار العيش الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ..
"شباب الفيسبوك فعلوها "
نجاح الشباب في التجمع باعداد في عدة مناطق كان كالماء البارد على وجه نائم فبدأ الجميع يستيقظ من سباته ولسان حالهم يقول Yes we can
وكانت الدعوات ل ٢٨ يناير والتحق الاخوان بالركب واضافوا زخما عدديا وتنظيميا كبيرا و يصبح ميدان التحرير هو مينا العصر الحالي .. اذ انه على مدار ١٨ يوما وحد المصريين باختلاف الوانهم وجمعهم على خضرة حديقته
الجميع اتحد ضد خصم واحد "نظام مبارك". (عسكر وشرطة وقضاء واعلام ورجال اعمال )
ارتقى الشهداء وسقط مبارك بعد تخليه عن الحكم للمجلس العسكري الذي كان قائده الاعلى الذي ازاح من على عاتقه هم التوريث ..
" الصندوق"
وانفض الميدان واختلفت الرؤى بعد ذلك .. فئة كبيرة من الشباب استمرت في مسارها الثوري وظلت معتبرة ان نظام مبارك لم يسقط بما في ذلك المجلس العسكري
الاخوان تخلوا عن المسار الثوري وبدأوا في المسار السياسي مباشرة مع احزاب المعارضة الكارتونية
الاخوان على ما يبدو شعروا بقوتهم التنظيمية وكانوا على ثقة باكتساح اي انتخابات وبدا boxphilia او ولعهم بالصندوق . (ان صح التعبير )
"تفرق الشمل "
تخلت جماعة الاخوان عن شباب الثورة وتركتهم يواجهون عنف نظام مبارك (الداخلية و العسكر) من دون حتى ادانة بل وشوهت نشطاء الثورة وعدد من السياسيين المعارضين وكأنها اعتبرت ان من احتشدوا في الميادين "كومبارس" ادى دوره الثوري وعلى الجماعة ان تتصدر لتلعب دور البطولة ..
"الاخوان عقلاء "
الجماعة ارتمت في احضان العسكر من خلال اتفاقات بعضها سري تكشف فيما بعد (مثل الخروج الامن) وبصراحة ظهر الاخوان في نظر كثيرين بمظهر العقلاء سياسيا الجديرين بقيادة المرحلة خاصة وان الشارع المصري واغلبه من حزب الكنبة غير معتاد على الحالة الثورية ويتوق الى الاستقرار
"الطماع فريسة النصاب "
يبدو ان هدف الاخوان تحدد بالوصول للسلطة في اسرع وقت وهذا ليس عيبا ولكن هذا جاء على هوى النظام السابق المرتبط بالعسكر وادرك طمع قادة الاخوان وسعيهم لادراك الفرصة فاعطي الاخوان الحبل ليلفوه بانفسهم على رقابهم ..فاقصى اماني نظام مبارك ان يعود للسلطة ...وبلا اخوان
ولكن هناك نظام لم يسقط بعد . سقط الرأس وبقي الجسم. والخطأ في هذه المرحلة كارثي .. اذن من الاصلح الا يتصدر اكبر فصيل سياسي المشهد بل يبقى داعما للقوى الثورية الاخرى
لان تصدر الاخوان لواجهة الحكم قد يستعدي جهات داخلية وخارجية ما يهدد ثورة ٢٥ ، هذا كلام المرشد العام للجماعة واعدا الا ترشح الجماعة اخوانيا للرئاسة
.. ولكن الاخوان غيروا رأيهم اما للطمع والعجلة في نيل المراد"السلطة" او قد يكونوا "دُفعوا "الى تغيير موقفهم
وكاد يسقط مرسي ولكنه نال المنصب "الرئيس" بفضل اتحاد الشباب الثوري والسياسيين وفئة كبيرة من الشعب من مختلف الاطياف ليس اقتناعا بمرسي ابدا ولكن لانهم حددوا خصمهم من البداية وهو نظام مبارك وممثله. شفيق
" كومبارس .. اكشن تاني مرة "
ووصل مرسي الى الحكم ليلعب دور البطولة من جديد واهمل القوى الثورية التي دعمته وتجاهل الشباب وهذا باعترافه
وكأنه اعتبرهم "كومبارس" مرة اخرى
"بداية السقوط"
مرسي على الكرسي ولكنه لم يضع يده على اجهزة الدولة ..
النظام السابق اعتبر انه خسر جولة ٢٥ يناير ولكن معركته في الصراع على السلطة مع الاخوان مستمره ..
المفترض ان مرسي كان يعلم ذلك كما كان يعلم المرشد العام اقر ان وصول الاخوان للرئاسة قد يعرض الثورة للخطر الداخلي والخارجية ..
الاخوان ابداعوا في كسب الاعداء من القوى السياسية والتي بدورها رحبت باخطاء الاخوان
كما خسر الاخوان كثيرا من عامة الناس الذين روعوا بخطاب بعض قادة اليمين الاسلامي المتشدد بلهجة تهديدية ترويعية اقصائية احيانا ..
ما سماه الاخوان باعلام الفلول الاعلام اشتغل باخلاص في تشويه وشيطنة الاخوان من خلال التركيز على الاخطاء وهي كثيرة فضلا عن ترويج بعض الشائعات غير الصحيحة ولكنها كانت فاعلة في استثارة غضب الناس .
"""في رباط الى يوم الدين !!!"""
مظاهر الانقسام بدت في المجتمع المصري لاول مرة والذي كان معروفا انه في رباط الى يوم الدين ..الاهل والاصدقاء يصنفون بعضهم البعض الدين اصبح حاضرا في كل الاحاديث السياسية ولكنه ليس حاضرا في السلوكيات ولا لغة الحوار .. استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد السلم الاهلي ..
نظام مبارك لم يُمكن مرسي من السيطرة على اجهزة الدولة .. فهل لو سيطر مرسي على الجيش او الشرطة او القضاء او الوزارات لكان عُزل ؟
عاند الاخوان المنطق والتاريخ والرؤية السياسية الصحيحة بالترشح للرئاسة واستمر مرسي عنيدا في التمسك بحكومة قنديل وعدم التنازل للمعارضة التي اتسعت جدا جدا... اعتقد مرسي ان شرعية الصندوق ستؤمنه مكر خصومه وآمن لوزير دفاعه واعتمد على امريكا
"تمرد . انقلاب شعبي "
تمرد تظهر بتمويل ودعم كبيرين داخليا وخارجيا بهدف حشد الناس واستحضار شكل ٢٥ يناير
ومرسي يعاند ويبدأ الشك في وزير الدفاع قائد عام القوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح السيسي ويحاول خلعه بالتنسيق مع قادة من الحرس الجمهورى.ولكنهم اخبروا السيسي بذلك ..وبدوره تواصل العسكر مع تمرد من خلال "طرف ثالث "
"مبارك يبتسم "
ابتسامة مبارك في جلسة محاكمته في اوائل يونيو اوحت ان نظامه لملم نفسه واستعاد قوته اكثر من الاول
فالنظام لم يترك السلطة الفعلية على الوزارات ومرافق الحياة
وكسب وقتا جيدا في معارك قضائية من دون ادانة اي رمز من رموزه في مهرجان البراءة للجميع .. بل ونجح في تهيئة الاجواء لان يعود للواجهة بنفس الطريقة التي خرج بها ..
"تصوير واخراج بانوراما"
نظام مبارك وجد في تمرد النهاية السعيدة او ربما اوجدها .. وتم الحشد في ٣٠ يونيو و نزل الملايين في مشهد استمر لساعات استخدمت فيه احدث وسائل التقنية من طائرات ترسم قلوب في سماء التحرير .. تصوير واخراج بانوراما من مروحية جابت سماء القاهرة
ولعبت الحشود الدور المطلوب .. وعزل الجيش مرسي معلنا نهاية حكم الاخوان بعد عام من الفشل والهزل ..
ممهدا الطريق لمرحلة جديدة
"استحضار الكومبارس - رابعة العدوية "
الاخوان يحتشدون عند رابعة متمسكون بالشرعية و قادتهم يطالبون بالعودة لشعارات ٢٥ يناير لاستقطاب الناس من جديد " استحضار "الكومبارس " مجددا . لعلها الطريقة المثلى للعودة الى السلطة .. ولكن هناك من يرى ان الاوان قد فات وان المجتمع لفظهم ولم يعد يسمع لهم ..
"شيطنة "
الاعلام يشيطن الاخوان ويحملهم وزر كل شيء حصل في البلد منذ ٢٥ يناير .. يصورهم بالمليشيات المسلحة وان كان ذلك صحيحا فهل هم وحدهم مسلحون
يحملهم مسؤولية ما يحدث في سيناء مع ان ملف سيناء في يد وزير الدفاع الحالي وقبله المجلس العسكري قبل مرسي .. والمتطرفون في سينا من ايام مبارك ..
"اسئلة "
الستار لم ينسدل بعد ولكن الاسئلة عديدة ..

ما مصير مرسي اول رئيس مصري منتخب ؟ وما مصير المسار الديمقراطي الذي بات مشوهاً ؟
كيف سيتم التعامل مع التيار الاسلامي وخاصة الاخوان في ظل تهافت التهم ضدهم لدرجة انست الناس جرائم نظام مبارك ومحاكمات رموزه ؟
وهل حسب من اصبحوا في السلطة حساب ردود فعل الاخوان ومناصريهم المستمرين في اعتصامات ومسيرات على مدار شهر ؟
وهل ستداوي الايام الجرح الذي قسم المجتمع المصري ؟ ام ان الخلاف سيتحول الى العنف ؟
"نظام مبارك في حلة جديدة"
لا شك ان نظام مبارك عاد بعد هذه الجولة .. و بالاحرى عاد للواجهة اذ انه ظل مسيطرا على اجهزة الدول ولم يتخلى عنها ..
ولكن السؤال .. كيف سيعود وهل سيتبنى اصلاحات تقود البلاد للافضل ؟ ام سيختار مسار العودة بقبضة حديدية اكثر صرامة ؟
--لن اكون كومبارس ---
لا اتمنى ان اكون كومبارس مرة ثانية في صراع على السلطة بين .. نظام مبارك و الاخوان ...
الاخوان ساروا بالبلد الى الهاوية ولم يدركوا قدر خصومهم. وللاسف يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية عن اخفاق ثورة ٢٥ يناير فتصوروا انهم اذكى من الجميع (العسكر والشباب الثائر والشعب ) واكبر خطأ ارتكبوه هو تخليهم عن رفاقهم في الميدان ..
ولكن ايضا الانقلاب الحاصل على الاخوان يقود البلد الى مجهول لا نعلمه حتى الان نتمنى ان يكون خيرا
فالمشكلة ان خصوم مرسي يكرهونه وجماعته اكثر مما يحبون مصر
ومؤيدو مرسي يناصرونه ولو على حساب البلد
"الشباب الثائر"
الامل اولا في الله ان يحمي مصر و يخرجها من هذه المحنة
ثانيا الامل في الشباب الذين اوجدوا هذا الحراك الممتد من ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣
(لو نجت مصر من سيناريو النزاع الاهلي) فالشباب امامهم فرصة على الاستمرار في جهادهم ودعم وجوه جديدة و ايجاد كيانات جديدة تسطيع ان تحقق ولو حد ادنى من تغيير مصر للأفضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك مهم فلا تبخل به