إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، يناير 25، 2016

أجــمد بوست عن ٢٥ يناير

وأنا في ثانوي  كنت بأحضر درس خصوصي في سنتر دروس خصوصية بعيد شوية عن بيتي مع زميلي الجريء و المغامر جدا واللي بيقدر يسلك نفسه في أي حاجة ، بيعرف يدخل نوادي هو مش عضو فيها ويحضر حفلات من غير ما يكون معاه تذاكر .. (أعتقد أنني كنت مبهورا به وأتمنى لو امتلك قدرا من جرأته) .
ومرة واحنا راجعين من الدرس كنا جوعانين وسألني زميلي معاك فلوس ، وأنا عادة والحمدلله كان معروف إني دايما معايا فلوس بزيادة، ولكن هذه المرة بالفعل ماكانش معايا فلوس ، فقلت لزميلي لأ والله مش معايا، فقالي طيب  تعالي ندخل مطعم الفول والطعمية دة و “ربنا يسهل”  فتصورت إنه معاه فلوس .. أكلنا وشبعنا وجاء وقت الدفع لأكتشف أن صاحبي معهوش فلوس تكفي كل الحساب وهو يعتقد إني معايا فلوس ومخبي  :) وطبعا حصلت مشكلة مع صاحب المطعم  لأن صديقي ورطنا في طلبات كتير بلا داعي!
المهم تركت صاحبي في المحل وذهبت الى بيت أقرب أصدقائي للمكان وطرقت الباب وللأسف لم يكن موجودا وفتحت لي والدته وطلبت منها فلوس وأنا في نص هدومي “ مكسوووف جدا” … ورجعت لصاحبي ودفعت الحساب ….  على فكرة كل دة على جنيه واحد فقط لا غير :) ..
تعلمت بعد هذا الموقف  أن الفهلوة ليست دائما هي الحل.
تذكرت هذه القصة بعد أن استمعت لأحد الذين يترقبون ٢٥ يناير ويعتقد أن أمرا ما سيحدث ! قائلا: بس الناس تنزل وتحاول تدخل ميدان التحرير و “ربنا يسهل”  بعد كدة !!

صراحة ، أنا استغرب ممن مازالوا يغلبون عواطفهم علي عقولهم في أمور خطيرة مثل السياسة.
طبعا “ربنا يسهل وهو قادر إنه يسهل أي صعب”.
 ولكن من قبيل الأخذ بالاسباب فهناك اسئلة ضرورية يجب أن يسألها كل من يتمنى التغيير..
ما المتوقع أن يحدث في ذكرى ٢٥ يناير في ظل العداء بين كل التيارات المدنية وفي ظل الشقاق الداخلي  في كل فصيل.
هل المطلوب اسقاط النظام ؟
 طيب ما البديل الجاهز الذي يرضى به اغلب الاطراف ولا يتآمروا ضده ؟ سؤال يسخر منه البعض ولكنه أثبت أنه سؤال منطقي جدا، وغياب الإجابة عنه أدت الى الفشل.
فهل المطالبة بإسقاط النظام من أجل تنصيب نظام آخر أفضل، أم من أجل تغيير رأس النظام بآخر من داخل نفس النظام .

الإجابة على هذه الأسئلة تستدعي فهم  الفرق بين الحظ والتوفيق ..
فالحظ هو مصادفة نادرة التكرار تحدث من دون جهد او تخطيط  .. فمثلا، كم مرة كسبت في كوبونات السوبر ماركت ، وكم شخص مر عليك في حياتك كلها تعرفه شخصيا فاز في مسابقات اتصل علي    ٠٩٠٠
بينما التوفيق .. فهو النجاح الذي يصاحب بذل جهد ووضع خطة لتحقيق هدف معين، ويمكن أن يتكرر كثيرا..

ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١  كانت حظاً  لاأعتقد أنه سيتكرر مجددا بنفس صورته .
الناس بنزولها الشارع أيدت مصيرا مجهولا لاعتقادها أنه لا أسوأ مما هم فيه، فالكل كان متوحدا والمشاعر كانت صادقة والهدف كان ناصعا وهو التغيير للأفضل.
الحظ أيضا جعل بعض المؤسسات القوية في الدولة لم تناهض الثورة بسبب  إلتقاء مصالحها معها في هذا التوقيت ، الوضع الدولي كان مرتبكا ولكنه لم يقف ضد الثورة بحسم.
إنها لحظة حظ سعيد تاريخية، تعالمنا معها بفهلوة  فلم يحالفنا التوفيق ..
ولذلك أدعو من ينظر إلي ذكرى ٢٥ يناير بمنظور المصري الفهلوي الذي ينتظر الحظ أن يلعب لعبته ، أدعوه أن يعيد النظر، ويتعايش مع الواقع وتقديم حلولا منطقية قابلة للتحقيق وحشد الرأي العام حولها.

للأسف ٢٥ يناير ٢٠١١ أصبحت ذكرى  لن تتكرر…

اعتقد ضرورة الاهتمام بتوحيد رؤي القوى المدنية ووضع برامج عملية للتغيير تنطلق من داخل مصر ولا تستبعد التواصل مع أجهزة الدولة وتركز على قضايا الحريات والمعتقلين وتسعى لتشكيل كيانات اقتصادية جديدة لصغار المستثمرين والتجار  ودعم التجمعات الاقتصادية الموجودة مثل نقابات العمال ولننظر مثلا إلى تأثير اتحاد الشغل في تونس “الحاصل ضمن الرباعية علي نوبل للسلام “ ودوره في كل التطورات السياسية في بلده.
هذا فضلا عن تصدير قيادة تحظى بقبول أغلب التيارات المدنية وتراعي الأوضاع الدولية والأقليمية. وتضع أهدافا قابلة للتحقيق بأقل قدر من الصدام. وبعد ذلك تتمنى أن يكون التوفيق حليفا .

أما بخصوص العنوان .. أجمد بوست
فهو جامد من “الجمود” لأني حرصت أن يكون موضوعيا وبعيدا بقدر الإمكان عن انحياري ليناير :))

وكل يناير وأنتم بخير وحرية والتوفيق حليفكم

#٢٥يناير
#ذكرى_٢٥يناير

أحمد صبحي أبوالنجا
Ahmed Sobhy AbouElNaga

الأحد، يناير 24، 2016

عن حمدي البكاري

الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، و مصدر هذه المتاعب ليس فقط في البحث عن الحقائق والمعلومات وكشفها للناس ولكن هناك متاعب من نوع آخر تحاصر الصحفي المهني الذي يُغَــلِّــب انتماءه للصحافة عن انتماءاته وانحيازاته الآخرى.
هذه المتاعب تتمثل في كيفية تقديم المعلومة، فالحقيقة لها أوجه عدة والصحفي المهني يتمنى لو يكشف كل جوانب الحقيقة للناس ويترك لهم الحكم ، ويرى أن نجاحه في تحريك الساكن و تغيير وضع دماغ المشاهد من الجمود أو التسليم بأمر ما إلى التفكير.
ولكن تقديم الصحفي للحقيقة محاط بأمور جمة تتحكم في ما يقدمه.
أولها الوعي السياسي أو السياسة التحريرية لوسيلة الإعلام التي يعمل بها
وثانيها المكان والواقع الديمغرافي الذي يعمل فيه خاصة المراسل الذي قد يكون في وسط الحرب أو في مكان مضطرب سياسيا أو طائفيا ...
ثالثا ، قناعاته الشخصية وإلى مدى يستطيع تقويضها حتى لا يجعلها تغلب على ما يقدمه..
وفي الواقع فإن الصحفي المهني هو الذي يقاوم كل هذه الضغوط ويتحايل عليها في سبيل تقديم الحقيقة من كل جوانبها بأكبر قدر من المستطاع.
وببساطة يسهل تحقيق هذه المعادلة الصعبة عندما يتبنى الصحفي القضية الإنسانية ويغلبها على ماهو سياسي .
وأعتقد أن هذا ما كان يفعله الصديق والزميل ‫#‏حمدي_البكاري‬ المختطف حاليا في تعز المحاصرة في اليمن .
حمدي البكاري من القلائل في هذه الأيام الذين يغلبون انتماءهم للصحافة عن أي انتماءات اخرى، ويجتهد ويجاهد من أجل توصيل صورة الواقع الإنساني في سبيل لفت الأنظار إلى معاناة البشر .
اختفاء حمدى البكاري جدد تساؤلات تخالجني بين حين وآخر واعلم أنها تخالج كثيرا من الصحفيين، أهمها
متى يتوقف أمراء الحروب وزعماء السياسية عن استهداف الصحفيين بهدف الانتقام من وسائل الاعلام التي ينتمون اليها في اشخاصهم ؟
متى تتوقف ملاحقات الصحفيين في كل مكان واعتقالاتهم وخطفهم وسجنهم وقتلهم ؟
متى يتمكن الصحفي يوما ما من محاسبة من انتهك حقه .. نعم اتمنى ذلك لأن ما يزيد عن ٩٠٪ من الانتهاكات بحق الصحفيين تفلت من العقاب في كل العالم .
متى ينظر العالم للصحافة على أنها مهنة مثل غيرها من المهن ! لماذا يدفع الصحفي دائما ثمنا غاليا من حريته ومن أمنه واحيانا حياته لأنه يعمل في هذه المهنة ؟ سبحان الله
أدعو الله أن يعود حمدي البكاري سالما وأن يواصل مهمته, فكل يوم من غيابه يمثل خسارة للمهنية والإنسانية.
وأدعو الله أن يحفظ الزملاء هشام الجرادي ونائف الوائلي، وكل الصحفيين العاملين في اليمن من أي انتماء و أن يحفظ كل أبناء المهنة في مناطق الحروب والاضطرابات السياسية.
‫#‏الحرية_لحمدي_البكاري‬
‫#‏اليمن‬
‫#‏تعز‬