إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، يناير 24، 2016

عن حمدي البكاري

الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، و مصدر هذه المتاعب ليس فقط في البحث عن الحقائق والمعلومات وكشفها للناس ولكن هناك متاعب من نوع آخر تحاصر الصحفي المهني الذي يُغَــلِّــب انتماءه للصحافة عن انتماءاته وانحيازاته الآخرى.
هذه المتاعب تتمثل في كيفية تقديم المعلومة، فالحقيقة لها أوجه عدة والصحفي المهني يتمنى لو يكشف كل جوانب الحقيقة للناس ويترك لهم الحكم ، ويرى أن نجاحه في تحريك الساكن و تغيير وضع دماغ المشاهد من الجمود أو التسليم بأمر ما إلى التفكير.
ولكن تقديم الصحفي للحقيقة محاط بأمور جمة تتحكم في ما يقدمه.
أولها الوعي السياسي أو السياسة التحريرية لوسيلة الإعلام التي يعمل بها
وثانيها المكان والواقع الديمغرافي الذي يعمل فيه خاصة المراسل الذي قد يكون في وسط الحرب أو في مكان مضطرب سياسيا أو طائفيا ...
ثالثا ، قناعاته الشخصية وإلى مدى يستطيع تقويضها حتى لا يجعلها تغلب على ما يقدمه..
وفي الواقع فإن الصحفي المهني هو الذي يقاوم كل هذه الضغوط ويتحايل عليها في سبيل تقديم الحقيقة من كل جوانبها بأكبر قدر من المستطاع.
وببساطة يسهل تحقيق هذه المعادلة الصعبة عندما يتبنى الصحفي القضية الإنسانية ويغلبها على ماهو سياسي .
وأعتقد أن هذا ما كان يفعله الصديق والزميل ‫#‏حمدي_البكاري‬ المختطف حاليا في تعز المحاصرة في اليمن .
حمدي البكاري من القلائل في هذه الأيام الذين يغلبون انتماءهم للصحافة عن أي انتماءات اخرى، ويجتهد ويجاهد من أجل توصيل صورة الواقع الإنساني في سبيل لفت الأنظار إلى معاناة البشر .
اختفاء حمدى البكاري جدد تساؤلات تخالجني بين حين وآخر واعلم أنها تخالج كثيرا من الصحفيين، أهمها
متى يتوقف أمراء الحروب وزعماء السياسية عن استهداف الصحفيين بهدف الانتقام من وسائل الاعلام التي ينتمون اليها في اشخاصهم ؟
متى تتوقف ملاحقات الصحفيين في كل مكان واعتقالاتهم وخطفهم وسجنهم وقتلهم ؟
متى يتمكن الصحفي يوما ما من محاسبة من انتهك حقه .. نعم اتمنى ذلك لأن ما يزيد عن ٩٠٪ من الانتهاكات بحق الصحفيين تفلت من العقاب في كل العالم .
متى ينظر العالم للصحافة على أنها مهنة مثل غيرها من المهن ! لماذا يدفع الصحفي دائما ثمنا غاليا من حريته ومن أمنه واحيانا حياته لأنه يعمل في هذه المهنة ؟ سبحان الله
أدعو الله أن يعود حمدي البكاري سالما وأن يواصل مهمته, فكل يوم من غيابه يمثل خسارة للمهنية والإنسانية.
وأدعو الله أن يحفظ الزملاء هشام الجرادي ونائف الوائلي، وكل الصحفيين العاملين في اليمن من أي انتماء و أن يحفظ كل أبناء المهنة في مناطق الحروب والاضطرابات السياسية.
‫#‏الحرية_لحمدي_البكاري‬
‫#‏اليمن‬
‫#‏تعز‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك مهم فلا تبخل به