إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، يوليو 12، 2011

مشهد انساني -- كلمة حاضر تريح . تدوينة في عام 2005

يا قاعدين يكفيكو شر الجايين
هذا أول ما نطق به الأستاذ صلاح الموظف عندما علم من الساعي ان المدير طلبه في مكتبه ..

قام الأستاذ صلاح وركبتاه تتخبطان في بعضيهما البعض , واجتاز حواجز غرفته المتمثلة في مكاتب زملائه الموظفين . ووصل أخيرا إلى مكتب المدير وطرق الباب بعد أن عدَ ل ملابسه ولمع حذائه في بنطلونه ..

وبعد دقيقة سمح له المدير بالدخول ..
وقابله بابتسامه تدل على أن هناك تكليف كبير .. قال المدير تفضل يا أستاذ صلاح ...
حسابات هذه الملفات سندرسها في اجتماع مجلس الإدارة بعد يومين بالضبط .. بصراحة أعضاء مجلس الإدارة طلبوا ذلك ولم استطع إلا الموافقة ...
الأستاذ صلاح تأمل في الملفات وشعر بالورطة اللي وقع فيها . فهذه الملفات يجب الانتهاء منها بعد 48 ساعة بينما تتطلب أسبوع كامل من العمل .. الأستاذ صلاح من الصدمة اخذ الملفات وذهب إلى المكتب دون أن ينبت بنت شفه إلا كلمه حاضر . قائلا لنفسه بلا صوت كلمة حاضر تريح

أستاذ صلاح دون أن يرهق نفسه في تفكير عميق .. قرر بدا العمل وقبول التحدي لعل أن يرفع المجهود الخرافي الذي سيبذله أسهمه لدى المدير ومجلس الإدارة , وشرد ذهنه إلى غرفة اجتماعات مجلس الإدارة وهو يقف بينما يصفق له جميع أعضاء المجلس على مجهوده الخيالي والتحدي الذي قبله ..
انتفض أستاذ صلاح وخلع الجاكيت وانكب على الملفات ليعمل دون انقطاع ..
ومع انتهاء وقت العمل الرسمي , استمر الأستاذ صلاح ساعتين إضافيتين , وطبعا مازال هناك الكثير من العمل .. وبعد تفكير قليل , قرر أن يلم أوراقه وملفاته ويذهب بها إلى المنزل ..
وعندما وصل استقبله أولاده وزوجته بالهيصة المعهودة خاصة وانه تأخر اليوم على غير العادة ..
ولكنه قابلهم بتجهم شديد
وذهب لغرفته ثم استدعى زوجته بنداء شديد اللهجة .. أستاذ صلاح ارتدى قناع الجدية والمصيرية وقال لزوجته اليومين دول طوارئ .. و مصيري في الشغل متعلق عليهما .. وطلب تحضير غذاء خفيف حتى لا يكبس عليه النوم ..
وسرعان ما تناول غداءه و بدا في العمل مرة أخرى .. واستمر في العمل بقية ساعات النهار حتى الليل وعندما بدأ النوم يهاجمه , استخدم وسائل الدفاع المعروفة من شاي وقهوة دبل إلا نصف الليل ..

ولم يكن اليوم التالي مختلفا كثيرا عما سبقه . ولكن أضيف له المزيد من التعب والإرهاق ..

ولكنه تذكر مشهد التكريم والتصفيق من قبل المدير وأعضاء مجلس الإدارة وتحيته على تفانيه في العمل والمكافأة المتوقعة ..
بالفعل انتهى الأستاذ صلاح من هذا الكم الهائل من الملفات ولكن مع أذان الفجر . ليبقى أستاذ صلاح مستيقظا مدة يومين متواصلين .. وفي الصباح ارتدى الأستاذ صلاح البدلة الشياكة ورش البرفان الغالي أبو 35 جنيه
وانطلق إلى الشغل وفي حضنه الأوراق والملفات وفي عينيه فرحة وفخر بما أنجزه وفي عقله حسبة بشأن المكافأة وكيفية الاستفادة المثلى منها من خلال تقسيمها على أولاده وزوجته ..
......
الأستاذ صلاح وصل الشغل واتجه مباشرة إلى مكتب المدير وكان يعلم انه لم يصل بعد ..
ولكنه أراد أن ينتظره حتى يبشره بإنجازه بمجرد وصوله ..

وبعد اكثر من ساعة وصل المدير ودخل مكتبه دون أن يلتفت إلى الأستاذ صلاح ..
وبعدما طلب الأستاذ صلاح أن يدخل للمدير لان معه شغل مهم ..
سمحت له السكرتيره بالدخول ..
وقابله المدير بفتور قائلا خير في حاجة ..
وكان الأستاذ صلاح مستغربا . قائلا يا فندم أنا الحمد لله بعد سهر ليلتين متواصلتين خلصت الملفات اللي طلبتها لعرضها على مجلس الإدارة .. إحنا يافندم لازم نشرفك ونرفع رأسك أمام أعضاء مجلس الإدارة ..
المدير .. ياااااه أنا نسيت أقولك بعدما خرجت من مكتبي بنصف ساعة تم تأجيل اجتماع مجلس الإدارة أسبوعين
لأن عقبال عندك بنت مبروك بك فرحها الشهر الجاي وهو مسافر معها باريس علشان تنقي فستان الفرح ..

معلهش نسيت أقولك .. على العموم خلي الملفات معاك وعدل فيها ما سوف يجد خلال الأسبوعين دول ..

الأستاذ صلاح ... حاض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك مهم فلا تبخل به